سورة يوسف، الآية (70): "فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ

 مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ".

سورة يوسف، الآية (72): " قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ".

------------------------------------------

السؤال: هل السِّقَايَةَ هي ذاتها صُوَاعَ الْمَلِك؟

------------------------------------------

- قال المفسرون أن السقاية والصواع هما نفس الشيء. ولكن من المعلوم أن ليس في كلام

الله لفظين مختلفين لمعنى واحد (مثلا: جاء و أتى).

- السقاية لفظ مؤنث ولكن الصواع لفظ مذكر. السقاية لها علاقة بالسقي والشرب

(يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا)، في حين أن الصواع له علاقة بالكيل

(قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ).

- أنزل يوسف أخاه عنده (وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ) وبذلك أصبح قريبا من

السقاية التي يشرب بها الملك. وهذا مدعاة للشك فيما بعد أنه سرقها.

- الصواع الذي هو للكيل مكانه في المخزن العام حيث يكال به للناس. سرقة الصواع من

مكان عام ليست كسرقة السقاية من مكان خاص. اتهام أخي يوسف بسرقة الصواع لا

تكون موضع تصديق.

- يوسف جعل السقاية في رحل أخيه، في حين أنه قيل لإخوة يوسف أن المفقود هو

الصواع، وذلك للتمويه وإظهار أن ليس أخو يوسف هو المقصود بذاته.

- دفع إخوة يوسف تهمة السرقة عن أنفسهم وحكموا على السارق، إن كان منهم، أن

عقابه في شرعهم أن يؤخذ ويستعبد (قَالُوا جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ)،

في حين أنه في قانون الملك أن يقتل السارق (كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ

الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ). وهذا من مشيئة الله وتدبيره.

- أساء إخوة يوسف الظن بأخويهم يوسف وأخيه، واستحضروا قصة اتهام يوسف بالسرقة

وهو صغير وكان موضوع السرقة قلادة أو حزاما لعمَّته التي كانت تريد أن تستأثر به

لنفسها وتضمّه إلى كنفها.


 

Make a free website with Yola