أحكام التجويد
التجويد:
هو
العلم الذي يعلمنا النطق بحروف القرآن
الكريم.
قال تعالى: "أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا".
والترتيل تجويد القراءة. وقيل التحقيق والتبيين والتمكين.
والتجويد اصطلاحا: هو إعطاء كل حرف حقّه ومستحقّه مخرجا وصفة وقفاً وابتداءً من غير تكلّف ولا تعسّف.
أحكام التجويد
أولاً: أحكام النون الساكنة والتنوين
وهي أربعة أحكام: الإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء.
الحكم الأول: الإظهار
وهو النطق بالنون الساكنة أو التنوين بحيث تسمعها إذا جاء بعدها أي حرف من الحروف الحلقية التالية:
ويجمعها قولك:
همزٌ فهاءٌ ثم عينٌ حاءٌ مهملتان ثم عينٌ خاء.
أو الحروف الأولى من الكلمات في الجملة التالية:
أخي هاك علما حازه غير خاسر.
إظهار النون الساكنة | المثال |
ن ء | مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا | |
ن هـ | النون الساكنة مع الهاء | إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى |
ن ع | النون الساكنة مع العين | خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ |
ن ح | النون الساكنة مع الحاء | وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ |
ن غ | النون الساكنة مع الغين | وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ |
ن خٍ | النون الساكنة مع الخاء | ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّه |
* * *
* *
إظهار التنوين |
المثال |
مع ء | التنوين مع الهمز | وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ |
مع هـ | التنوين مع الهاء | وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ |
مع ع | التنوين مع العين | ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ |
مع ح | التنوين مع الحاء | وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا |
مع غ | التنوين مع الغين | لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا |
مع خٍ | التنوين مع الخاء | نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ |
الحكم الثاني: الإدغام
إذا جاءت النون الساكنة أو التنوين في آخر الكلمة وجاء بعدها حرف من حروف الإدغام الستة المجموعة في كلمة "يرملون" فإننا ندمجهما ونخلطهما بحيث يصيران حرفا واحدا مشدداً لتقارب نطقهما، وذلك مثل: مَنْ يَعْمَلْ، فإن النون تدغم في الياء ولا تُنطق ويصيران كالياء المشددة.
والإدغام قسمان
القسم الأول: إدغام بغنَّة
وذلك إذا جاءت النون الساكنة أو التنوين في آخر الكلمة وجاء بعدهما حرف الياء -أو- النون -أو- الميم -أو- الواو، وهي حروف كلمة (ينمو) كما في الأمثلة التالية:
الأمثلة مع التنوين |
ي - الياء | فَمَنْ يَعْمَلْ | وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ |
ن - النون | خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ | عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ |
م - الميم | مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ | رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ |
و - الواو | وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ | وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ |
القسم الثاني: إدغام بغير غنَّة
يكون الإدغام بغير غنَّة إذا جاءت النون الساكنة أو التنوين في آخر الكلمة وجاء بعدهما حرف الراء أو حرف اللام:
الراء: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ - - - فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ
اللام: وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ - - - فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ
الحكم الثالث: الإقلاب
وهو قلب النون الساكنة أو التنوين "ميماً" إذا جاء بعدها "بعدها "باء" كما في الأمثلة التالية:
وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ - مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ - هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ
الحكم الرابع: الإخفاء
وهو نطق النون الساكنة أو التنوين بشكل متوسط بين الإظهار والإدغام وذلك إذا جاء بعدهما أحد الأحرف التالية:
ص – ذ – ث – ك – ج – ش – ق – س -
د – ط – ز – ف – ت – ض – ظ -
وهي الحروف الأولى من البيت التالي:
صِف ذا ثَنا كم جاد شخص قد سما – دم طيبا زد في تقى ضع ظالما
الحرف | المثال مع النون | المثال مع التنوين |
ص | فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ | |
ف | ||
ذ | فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ | هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ |
ث | أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ | فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ |
ك | عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى | أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ |
ج | مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ | وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً |
ش | فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ | إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ |
ق | قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ | مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي |
س | لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ | فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا |
د | وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ | صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا |
ط | كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ | بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ |
ز | قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا | لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا |
ت | إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ | لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ |
ض | وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا | وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا |
ظ | أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ | فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا |
تظهر الغنّة عند النطق بالنون أو الميم المشددتين. والغنّة هي إخراج النَفَس من الأنف أثناء النطق، مثل قوله تعالى:
مَلِكِ النَّاسِ | عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ |
حكم اللامات السواكن
لام أل = لام الفعل = لاما هل وبل
أولا: لامْ ألْ – وهي قسمان:
1) لام قمرية، تظهر في النطق بوضوح، وذلك إذا جاء بعدها حرف من أحرف العبارة (إبغ حجك وخف عقيمه)، وهي أربعة عشر حرفا:
ء – ب – غ – ح – ج – ك – و – خ – ف – ع – ق – ي – م – هـ
إِنَّ الإِنْسَانَ | رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ | وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ |
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ | قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ | |
مَتَى هَذَا الْوَعْدُ | الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ | هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ |
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ | وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ | فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ |
فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ | هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى |
2) لام شمسية، وهي لام لا تظهر في النطق ولكن تدغم في الحرف الذي يليها، وذلك إذا جاء بعدها حرف من الأحرف التالية:
الطاء – الثاء – الصاد – الراء – التاء – الضاد – الذال – النون – الدال – السين – الظاء – الزاي – الشين – اللام.
وهذه الأحرف هي أول كلمات البيت التالي:
طِب ثم صِل رحما تفز صف ذا نعم دع سوء ظن زر شريفاً للكرم
الأمثلة:
فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ | وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ | وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ |
السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ | التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ | وَالضُّحَى |
وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا | حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ | يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ |
فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ | إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّوم | قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ |
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ |
ثانيا: لام الفعل
تدغم لام الفعل إذا جاء بعدها حرف اللام أو حرف الراء، مثل:
قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا | فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ |
وتظهر دائما فيما عدا ذلك، أي إذا لم يأت بعدها لام أو راء، مثل:
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ |
وكذا تظهر مع بقية الحروف الهجائية كلها، عدا اللام والراء فإنها تدغم.
ثالثا: لام "هل" -و- لام "بل"
تدغم كل منهما إذا جاء بعدها حرف اللام أو حرف الراء، مثل:
هل لنا | بل لا يخافون |
قال بل ربكم | كلا بل ران |
وتظهر فيما عدا ذلك مثل:
هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا | كَلا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ |
أحكام الميم الساكنة
أحكامها ثلاثة: إما الإخفاء أو الإدغام أو الإظهار
فالإخفاء: إذا جاء بعدها حرف (الباء) مثل:
ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ | يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ |
ويسمى إخفاء شفويا.
والإدغام: إذا جاء بعدها حرف "الميم" مثل:
لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ
فتدمج الميمان في بعضهما أدماجا صغيرا.
والإظهار: إذا جاء بعدها أي حرف من حروف الهجاء عدا "الباء والميم" مثل :
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ | لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا | كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ |
وهكذا مع كل الحروف الهجائية باستثناء الباء والميم.
رابعا المد وأقسامه وأحكامه
المد: هو إطالة الصوت بالحرف عند النطق به ليظهر الكلام بوضوح. وحروفه ثلاثة:
الألف الساكنة بعد الفتح، والياء الساكنة بعد كسر، والواو الساكنة بعد ضم، مثل:
الرَّحْمَانِ | بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ | نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ |
وهو قسمان: مد أصلي - و- مد فرعي
المد الأصلي: هو المد الطبيعي لأي حرف من حروف المد الثلاثة، ليس بعده همزة ولا سكون. ومعنى طبيعي أي يمد الصوت به قدر حركتين، أي قدر قولك: واحد اثنين. مثل قوله تعالى: أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ، بوضوح وترتيل هادىء. وأكثر المدود في القرآن من هذا المد السهل.
ملاحظة: مقدار الحركتين كما قلنا هو كقولك واحد اثنان. والأربعة كما تقول واحد إلى أربعة، وهكذا. والمرتلون يعدونها بحركة الأصابع لليد الواحدة تسهيلا وضبطا للحركات، إلى أن يتم التعود على الترتيل الجيد، وذلك يتم بسرعة لمن ألزم نفسه بالترتيل الشرعي شيئا فشيئا، كما يعطي فرصة للتفكر في المعاني، وهو أمر لازم. والله الموفق.
المد الفرعي: هو المد الزائد عن الطبيعي بسبب وجود الهمزة أو السكون بعد حرف المد. ومعنى زيادة المد هنا أن يكون بمقدار أربع حركات أو خمسة أو ستة، أو كما تعد من واحد إلى أربعة أو خمسة أو ستة. ولهذا المد أقسام وأحكام:
كما أن هناك مدا معنويا اسمه مد التعظيم: في مثل قولك لا إله إلا الله، فالمقصود هنا المبالغة في النفس للتعظيم. وسنوضح فيما يلي أنواع المد الفرعي وحكم كل نوع منها.
أنواع المد الفرعي وحكم كل نوع
وهو إما مد متصل – أو - منفصل – أو - عارض للسكون – أو - مد لين – أو - مد بدل – أو - مد لازم مثقَّل – أو - مخفَّف في الكلمة أو في الحرف. وإليك توضيح كل ذلك: وهو ما كان سببه الهمزة المتصلة بحرف المد.
المد الواجب المتصل: قبلها من نفس الكلمة إذا جاء حرف المد وجاء بعده همزة وكان الاثنان في كلمة واحدة، مثل: جاء – جيء – سوء - تمد كل منها أربع أو خمس حركات "وجوبا".
المد الجائز المنفصل: وهو ما كان سببه الهمزة المنفصلة من حرف المد في كلمة أخرى إذا جاء حرف المد في آخر الكلمة وجاء في أول الكلمة التي بعدها همزة مثل:
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ |
إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ |
قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ |
ويجوز مده من أربع حركات إلى خمس "جوازا".
المد العارض للسكون: وهو أن يأتي بعد حرف المد سكون غير أصلي بل سببه الوقف فقط، كما إذا وقفنا على كلمة وكان آخر حرف في الكلمة ساكنا وكان ما قبل هذا الحرف الساكن حرف مد مثل:
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ |
وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ |
ويمد حركتان أوأكثر إلى ست حركات.
المد الّليِّن: ويلحق بالمد العارض للسكون. وتكون عندما يقع السكون بعد حرف لين الواو – و - الياء الساكنتين المفتوح ما قبلهما فإذا وقفنا على كلمة وكان آخر حرف في الكلمة ساكنا وكان ما قبل هذا الحرف الساكن حرف لين، مثل:
عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ |
يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ |
لإِيلافِ قُرَيْشٍ |
فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ |
ويمد حركتان ويجوز مد أكثر. (حرفا اللين: فما الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما).
المد البدل: هو في الأصل عبارة عن همزتين الأولى متحركة والثانية ساكنة أدخلت الثانية في الأولى فأبدلت الأولى مدا من جنس حركتها. أما ظاهره الواضح لنا فهو أن تأتي الهمزة قبل حرف مد في كلمة واحدة مثل:
- قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ - أصله بهمزتين: أَأْمَنُكُمْ.
- فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا - أصله أُأْتِىَ، أدخلت الثانية في الأولى وأبدلت مدا من جنس حركة الأولى.
- وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا - أصله إِأمانا، فقد أبدلت الهمزة من كل منها حرفا، ولهذا اسمي مد البدل، ومقداره حركتان.
المد اللازم في الكلمة: ويكون إذا وقع بعد حرف المد في نفس الكلمة حرف ساكن أو حرف مشدد.
فالساكن مثل: ق – ن – ص – تُنطَق: قاف - نون – صاد.
والمشدد مثل: الحاقَّة - الضالِّين - أتُحاجُّوننا.
كل هذه الكلمات وأمثالها تمد بوضوح مدّا لازما مثقَّلا قد يصل إلى ست حركات (ويلاحظ أن الحرف المشدد ينطق كحرفين أولهما ساكن والثاني متحرك).
المد اللازم في الحرف: ويكون عند اجتماع السكون الأصلي والإدغام بعد حرف المد في حرف واحد ينطق بثلاثة أحرف كما نجد في أوائل السور، مثل: اللام من ألم فإنها تنطق: ألف لام ميم. فاللام هنا تمد مدّا مثقلا قد يصل مدّها إلى ست حركات لوقوعها بعد سكون أصلي مدغم. فإذا كان السكون الأصلي غير مدغم مثل الطاء والياء من "طه – و - يس"، ومثل الميم من "حم"، كان المد خفيفا غير مثقل لأنه لم يجتمع فيه السكون مع الإدغام. فهناك فرق بين المد بين حرف اللام من ألم وبين حرف الياء من يس. فالثاني أخف من الأول. والله أعلم.
--------------------------------
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّـــــهُ
كما أن هناك مدّا معنويا اسمه مد التعظيم: في مثل قولك لا إله إلا الله، فالمقصود هنا المبالغة في النفس للتعظيم.
المد العارض للسكون: وهو أن يأتي بعد حرف المد سكون غير أصلي بل سببه الوقف فقط، كما إذا وقفنا على كلمة وكان آخر حرف في الكلمة ساكنا وكان ما قبل هذا الحرف الساكن حرف مد. ويمد حركتان أوأكثر إلى ست حركات.
مد الصلة الصغرى و الكبرى مع الاستثناءات
-------------------------------------------
مد الصلة (الصغرى و الكبرى)
هاء الكناية: هي هاء الضمير التي يكنى بها عن المفرد الغائب المذكر، مثل: عنده، كمثله، بعده.
حكم مدها: لهاء الكناية حالتان من حيث المد:
1. القصر (عدم المد أصلا):
لا تُمد هاء الكناية ويُكتفى بتحريكها في الحالات التالية:
§ أن تقع بين ساكنين. وذلك نحو:
- ﴿وَهَدَيْنَـاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ (البلد 10)
- ﴿وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ﴾ (البقرة 197)
§ أن يكون قبلها متحرك وبعدها ساكن. نحو:
- ﴿فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ﴾ (الغاشية 24)
§ أن يكون قبلها ساكن وما بعدها متحرك. مثل:
- ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ (القدر 1)
استثناء: تقصر هاء الضمير ولا تمد في جميع المواضع إذا كان ما قبلها ساكن وما بعدها متحرك، باستثناء موضع واحد من سورة الفرقان ﴿وَيَخْلُدْ فِيهِي مُهَاناً﴾ (الفرقان 69) حيث توصل هاء (فِيهِي) بياء مدية تمد مقدار حركتين فتقرأ عند حفص (فيهي مهانا).
2. مد الصلة:
إذا وقعت الهاء بين متحركين وصلت الهاء بحرف مد يناسب حركتها. فإذا كانت مضمومة وصلت بواو مدية، وإذا كانت مكسورة وصلت بياء مدية. وينقسم مد الصلة إلى قسمين حسب الحرف الذي يلي هاء الكناية، فيُسمى:
§ مد الصلة الصغرى : إذا وقع بعد هاء الكناية حرف غير الهمزة ويمد مدا طبيعيا مقدار حركتين. نحو:
- ﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُو كُفُواً أَحَدٌ﴾ (الإخلاص 4)
§ مد الصلة الكبرى: إذا كان بعد هاء الكناية همزة. وفي هذه الحالة يلحق بالمد الجائز المنفصل فيمد أربع أو خمس حركات (4-5). نحو:
- ﴿وَمَا يُكَذِّبُ بِهِي إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ﴾ (المطففين 12)
استثناء: يستثنى من هذه القاعدة ثلاث كلمات:
- ﴿وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ (الزمر 7) تقرأ (يَرْضَهُ) بضم الهاء دون وصلها بواو مدية بالرغم من وقوعها بين متحركين. ويسمى هذا الحكم "قصر الصلة الصغرى".
- ﴿اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ﴾ (النمل 28) قرأ حفص كلمة (فَأَلْقِهْ) بتسكين الهاء.
- ﴿قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ﴾ (الأعراف 111) (الشعراء 36) قرأ حفص كلمة (أَرْجِهْ) بتسكين الهاء.
هاء (هذه): يُلحق بأحكام هاء الكناية هاء اسم الإشارة (هذه)، نحو:
- ﴿إِنَّ هَذِهِي تَذْكِرَةٌ﴾ (الانسان 29) توصل هاء اسم الإشارة (هَذِهِي) بياء مدية. والمد هنا مد صلة صغرى مقداره حركتان لأن الحرف الذي يلي الهاء ليس بهمز.
- ﴿وَإِنَّ هَذِهِي أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ (المؤمنون 52) المد في هذا المثال مد صلة كبرى مقداره أربع أو خمس حركات.
- ﴿هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ﴾ (الطور 14) في هذا المثال لا توصل هاء (هذه) بحرف مد لأن ما بعدها ساكن.